SWED24: تشهد وزارة الخارجية السويدية أزمة غير مسبوقة بعد سلسلة من الأحداث المرتبطة بتهم تجسس وتسريب معلومات سرية، مما أدى إلى حالة من الذهول والقلق داخل أروقة الوزارة.
في تطور صادم، عُثر على دبلوماسي سويدي في الخمسينيات من عمره ميتاً (مشتبه بانتحاره) بعد أيام قليلة من إطلاق سراحه من الاحتجاز، حيث كان مشتبهاً به في قضية تجسس تتعلق بجمع أو تسريب معلومات قد تضر بأمن السويد. وكانت الشرطة الأمنية السويدية (سابو) قد داهمت منزله في ستوكهولم واحتجزته، قبل أن يُفرج عنه لاحقاً مع استمرار التحقيقات.
وأفاد محاميه الدبلوماسي ، أنتون ستراند، بأن موكله كان يعاني من حالة صحية ونفسية سيئة للغاية بعد الإفراج عنه، مما استدعى نقله إلى المستشفى.
وتشير تقارير إعلامية إلى وجود صلة محتملة بين الدبلوماسي المتوفى وقضية المستشار الأمني السابق، توبياس تيبيرغ، الذي استقال من منصبه بعد ساعات فقط من تعيينه، إثر تسريب صور فاضحة له أُرسلت إلى الحكومة بعد نصف ساعة من إعلان تعيينه.
تقوم الشرطة الأمنية بالتحقيق فيما إذا كانت هناك جهة أجنبية تقف وراء تسريب هذه الصور بهدف التأثير على الحكومة السويدية.
“الجميع في حالة صدمة”
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية السويدية وفاة أحد موظفيها، وهو دبلوماسي يتمتع بخبرة طويلة وكان قد خدم في عدة سفارات سويدية حول العالم.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: “للأسف، يمكننا تأكيد وفاة أحد موظفي وزارة الخارجية. احتراما لخصوصية عائلته، لن ندلي بمزيد من التفاصيل”.
الوضع داخل مقر الوزارة في ستوكهولم يسوده الحزن والذهول. ونقل التلفزيون السويدي SVT عن أحد المطلعين قوله: “الأمر مروّع… الناس يبكون… من الصعب استيعاب ما حدث”. وأضاف مصدر آخر من داخل الوزارة: “الجميع في حالة صدمة”.
خارج مبنى الوزارة، بدا واضحاً أن المكان يعيش اجواء من الحداد، حيث امتنع أغلب الموظفين عن الإدلاء بتصريحات، لكن بعضهم وصف الأجواء بأنها “مأساوية”. وقالت إحدى الموظفات: “إنه أمر فظيع”، وأضافت أخرى: “إنه يوم حزين”. فيما وصفت موظفة ثالثة الوزارة بأنها “مكان للعمل يغمره الحزن”.
شوهد بعض الأشخاص خارج مدخل الوزارة وهم يتعانقون ويواسون بعضهم البعض.
وزيرة الخارجية: أفكاري مع العائلة والأصدقاء
المتحدث باسم جهاز الأمن السويدي (سابو)، غابرييل فيرنستيدت، صرّح لقناة SVT قائلاً: “لا يمكننا تأكيد الأنباء المتعلقة بوجود صلة بين الشخص الذي نحقق معه وحادثة الوفاة”.
وأضاف: “فيما يخص وضع التحقيق الحالي، فإن الأمر متروك للنيابة العامة للتعليق عليه”.
بدورها، علّقت وزيرة الخارجية ماريا مالمير ستينرغارد على النبأ بقولها: “أفكاري مع عائلة الزميل الراحل وأصدقائه وزملائه. وبسبب حساسية الوضع واحترامًا للفقيد، لن أخوض في التفاصيل”.
موظفان آخران في الوزارة تحت التحقيق
في سياق متصل، يخضع موظفان آخران في وزارة الخارجية للتحقيق بتهمة “التعامل غير المشروع مع معلومات سرية”، وهي تهمة خطيرة تتعلق بتسريب أو التعامل غير المصرح به مع معلومات قد تضر بأمن الدولة.
أحد المشتبه بهما هو دبلوماسي رفيع المستوى خدم في عدة بعثات خارجية، والآخر هو شخصية بارزة في حركة سياسية أجنبية. تم احتجاز كلاهما لفترة وجيزة قبل الإفراج عنهما، مع استمرار التحقيقات.
من جهته، أكد وزير العدل، غونار سترومر، أن الحكومة تتابع عن كثب التحقيقات الجارية، مشيراً إلى أن التهم الموجهة تتعلق بمعلومات قد تضر بأمن السويد.
وتواجه السويد حالياً تحديات كبيرة تتعلق بأمنها القومي، مع ربما تورط عدد من موظفي وزارة الخارجية في قضايا تجسس وتسريب معلومات حساسة.
وتسلط هذه الأحداث الضوء على أهمية تعزيز إجراءات الأمن والمراقبة داخل المؤسسات الحكومية لضمان حماية المعلومات السرية والحفاظ على أمن الدولة.
المصدر: صحافة سويدية