SWED24: أثارت قضية صادمة في مدينة أوفييدو الإسبانية موجة من الغضب، بعد اكتشاف احتجاز ثلاثة أطفال داخل منزل مغلق منذ أكثر من ثلاث سنوات دون السماح لهم بالخروج، في ظروف وصفتها الشرطة بأنها “مرعبة”.
الشرطة ألقت القبض على الوالدين، رجل ألماني يبلغ من العمر 53 عاماً وامرأة أمريكية في الـ48 من عمرها، بتهم تتعلق بـالاحتجاز غير القانوني والعنف الأسري، بعد أن عُثر على الأطفال، توأمان بعمر 8 سنوات وطفل ثالث بعمر 10 سنوات داخل منزل مليء بالقمامة والأقنعة والعبوات الطبية.
بدأت القصة حين لاحظ الجيران غياب الأطفال منذ عام 2021، حيث لم يروهم لا في الحي ولا في المدرسة. وبعد تصاعد القلق، قاموا بإبلاغ الشرطة في 14 أبريل، والتي فتحت تحقيقاً قادها إلى ما وصفته وسائل إعلام محلية بـ “منزل الرعب الوردي”.
وفي 28 أبريل، زار عناصر الشرطة المنزل ووجدوا الأطفال في حالة من الفوضى والانعزال التام عن العالم. وفقاً لتقارير الشرطة، قام الوالد بتغطية أفواه الأطفال بالأقنعة قبل السماح بدخولهم إلى المنزل، فيما طلبت الأم من الضباط “توخي الحذر” لأن الأطفال “مرضى للغاية”.
“منفصلون عن الواقع”
في مؤتمر صحافي، وصف ضباط الشرطة المنزل بأنه “غير صحي ومليء بالمخلفات”، وأكدوا أن الأطفال لم يكونوا في حالة صحية خطيرة، لكنهم بدوا “مرتبكين ومتسخين ومنفصلين تماماً عن الواقع”.
ونقلت صحيفة El Mundo عن أحد الضباط قوله: “عندما أخرجناهم إلى الحديقة ورأوا حلزوناً، أصيبوا بحالة هلع. كانوا في عزلة تامة، ليس فقط لأنهم لم يذهبوا إلى المدرسة، بل لأنهم لم يروا العالم الخارجي لسنوات”.
تشير التحقيقات الأولية إلى أن السبب وراء احتجاز الأطفال يعود إلى هوس الوالدين الشديد بالخوف من عدوى فيروس كورونا، حيث اعتقدا بأن أي تواصل مع العالم الخارجي قد يكون قاتلاً لأطفالهم. ويُعتقد أن العزلة بدأت بعد آخر موجة من جائحة كوفد-19 عام 2021.
تم نقل الأطفال إلى مركز للرعاية المؤقتة بعد إخضاعهم لفحوصات صحية شاملة، فيما بدأت محاكمة الوالدين في مدريد يوم 30 أبريل.
القضية تفتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول الحدود الفاصلة بين الحماية الأبوية والتعنيف النفسي والعزل القسري.