SWED24: تحولت قطعة خزفية منسية ومكسورة، كانت ملقاة في حديقة منزل مهجور جنوب لندن، إلى محور اهتمام عالمي بعد أن بيعت مؤخراً في مزاد علني مقابل ما يقارب 590 ألف كرونة سويدية، أي ما يعادل حوالي 46 ألف جنيه إسترليني.
القصة بدأت حينما ورث مجموعة من الأحفاد منزلاً يعود لأحد أقاربهم المعروف بشغفه بالفن، وعند تفقدهم الحديقة المهملة والمليئة بالأعشاب والحلزونات، اكتشفوا مزهرية ضخمة مكسورة إلى قسمين، مخفية خلف النباتات المتشابكة.
وبحسب ما نقلته صحيفة Daily Mail، فإن المزهرية التي يبلغ ارتفاعها نحو 1.2 متر وتحمل ختماً فنياً مميزاً، تبيّن لاحقاً أنها إحدى أعمال الخزّاف الألماني الشهير هانس كوبر (Hans Coper)، والتي صُنعت عام 1964 وتُعد من أبرز أعماله النادرة.
تم الاتصال بخبيرة التحف جو لويد، التي سارعت إلى تقييم القطعة، وأكدت أن ما عُثر عليه لم يكن مجرد زينة حديقة، بل “تحفة فنية مفقودة منذ عقود”.
عند عرضها في المزاد، قدّرت دار المزادات القيمة الأولية للقطعة بين 77,000 و128,000 كرونة، إلا أن الحماسة التي اجتاحت قاعة المزاد فاجأت الجميع، وانتهى الأمر ببيع المزهرية مقابل رقم تجاوز خمسة أضعاف التقديرات الأولية.
وقال أحد موظفي دار المزادات: “البائعون لم يتوقعوا أبداً هذا الرقم”، مضيفاً: “لقد كانوا في غاية السعادة، بل شبه مصدومين من النتيجة”.
وتعود ملكية المزهرية في الأصل إلى سيدة طلبتها مباشرة من كوبر حين كان يُدرّس في إحدى مدارس الفن بلندن. واحتفظت بها لسنوات طويلة إلى أن تعرضت للكسر، فأُعيد ترميمها ثم وُضعت في الحديقة كقطعة زينة، حيث بمرور الوقت تدهورت حالتها، لكن قيمتها بقيت كامنة.
الجدير بالذكر أن أعمال هانس كوبر تُعرض حاليًا في أبرز المتاحف العالمية، مثل متحف Metropolitan في نيويورك، ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن، مما يُضفي على هذه القصة بعداً نادراً يجمع بين الفن، الحظ، والدهشة.