SWED24: كشفت دراسة وطنية شاملة عن واقع مقلق في دور رعاية المسنين السويدية، حيث تبين أن نحو نصف هذه المرافق لا توفر إمكانية الوصول إلى الحدائق أو المساحات الخارجية، ما يحرم العديد من كبار السن من واحدة من أبسط حقوقهم اليومية: الخروج إلى الهواء الطلق.
الدراسة، التي أجراها مشروع OUT-FIT بالتعاون بين جامعة يوتوبوري وجامعة SLU، شملت 2,036 داراً للرعاية في أنحاء البلاد، واستمرت لأربع سنوات. وأظهرت النتائج أن هناك افتقاراً واسعاً للمساحات الخضراء، حتى في المرافق التي تمتلك شرفات أو ساحات صغيرة.
تقول هِلِه فيك، أستاذة علوم التمريض والصحة في جامعة غوتنبرغ: “لقد فُجعنا بهذه النتائج. لم نتوقع أن يكون الوضع بهذا السوء”.
أصوات من الداخل: الخروج هو الحرية
في دار Landala للرعاية في يوتوبوري، يعيش ألڤار هنريكشون وباربرو نيميريوس، وهما مثال حي على تأثير هذا الواقع.
يقول ألڤار:”أنتظر كل صباح بفارغ الصبر أن أخرج. أحب الطبيعة والحيوانات، وكنت أقضي حياتي في الجري وركوب الدراجة”، مضيفاً أنه عاش سابقاً في دار لا تحتوي حتى على فناء خارجي، وهو ما وصفه بتجربة خانقة.
أما باربرو فتقول بابتسامة حاسمة: “لو لم يُسمح لي بالخروج هنا، لكنت هربت!”
وتضيف: “الخروج يعني الحرية، وأنا معتادة على ذلك. إنه شعور لا يمكن التخلي عنه”.
تؤكد الدراسة أن وجود ساحة أو حديقة لا يكفي، إذ أن العديد من المرافق تفتقر إلى الروتينات اليومية المنظمة التي تضمن خروج النزلاء بانتظام، رغم أن الأبحاث تشير إلى أن التعرض للهواء الطلق له فوائد صحية كبيرة لكبار السن، بما في ذلك تحسين المزاج، وتقليل الاكتئاب، وتعزيز اللياقة الذهنية.
تضيف البروفيسورة فيك، قائلة: “الشرفة أو الفناء الصغير لا يعوضان الحديقة التي تربّى فيها العديد من هؤلاء الأشخاص. الطبيعة ليست ترفًا، بل ضرورة لصحتهم النفسية والجسدية”.