SWED24: في وقت تُهيمن فيه ثقافة الإنجاز والمقارنات الرقمية على تفاصيل الحياة اليومية، أطلق أستاذ الفلسفة العملية في جامعة ستوكهولم، إريك آنغنر، دعوة قد تبدو مفاجئة: “إذا أردت أن تصبح أكثر سعادة، خفّض سقف طموحاتك”.
وأشار آنغنر إلى أن الكثير من الناس يعيشون تحت ضغط توقعات عالية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى الشعور بعدم الرضا أو حتى التعاسة، رغم ما قد يحققونه من نجاحات ظاهرية.
وقال آنغنر: “أعتقد أن سر السعادة في كثير من الأحيان هو القبول بكونك شخصاً عادياً. ليس عليك أن تكون استثنائياً في كل شيء”.
طموحات غير واقعية… وخيبة أمل مضمونة
يؤكد الأستاذ أن توقعاتنا تلعب دوراً حاسماً في شعورنا بالسعادة، موضحاً أن الشعور بالخيبة غالباً ما ينشأ من الفجوة بين ما نريده وبين ما نحصل عليه فعلياً.
“إذا توقعت زيادة في الراتب بنسبة 10% وحصلت على 5% فقط، فقد تشعر بخيبة أمل. أما إذا لم تتوقع شيئاً، فقد تشعر بفرح غامر حتى بهذا القدر”.
الحياة على وسائل التواصل… وهم أم طموح؟
ويحذر آنغنر من الصورة المثالية التي تُعرض على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتباهى الكثيرون بأسفارهم، ومنازلهم الأنيقة، وأجسادهم المثالية، وعلاقاتهم الناجحة. هذه الصورة تخلق شعوراً زائفاً بما يجب أن تكون عليه الحياة، وهو ما قد يدفع الناس إلى مطاردة أهداف غير واقعية.
ويضيف: “لا أتحدث عن التخلي عن القيم الأساسية مثل المساواة في الأجور. لكن كثيرين منا يعيشون بطموحات مفرطة: من مظهر خارجي مثالي إلى عدد كبير من المتابعين، إلى نجاح في كل مجال من مجالات الحياة. من الطبيعي أن يؤدي هذا إلى الفشل المتكرر.”
الرضا بالميدالية البرونزية
في مثال لافت، يشير آنغنر إلى أن الحاصل على الميدالية البرونزية غالباً ما يكون أسعد من صاحب الميدالية الفضية، لأن التوقعات لدى الأخير كانت أعلى، وبالتالي يصطدم بإحساس الخسارة.
ويختتم الأستاذ بدعوته إلى إعادة التفكير في الأهداف الحياتية، مشدداً على أن خفض سقف التوقعات في بعض الجوانب قد يكون المفتاح لتحقيق راحة البال.
ويقول:”ربما علينا التوقف أحيانًا والتساؤل: هل ما نسعى إليه حقاً نابع منّا أم من ضغط اجتماعي؟ البعض من هذه الأهداف قد يكون من الأفضل التخلّي عنه”.