SWED24: بينما يعاني نظام الرعاية الصحية الأولية في السويد من غياب الأطباء الثابتين لدى معظم المرضى، يبرز النموذج النرويجي كنموذج يُحتذى به في توفير رعاية صحية مستدامة وفعالة، ويحقق نتائج ملموسة على مستوى الصحة العامة وتقليل الضغط على المستشفيات.
وبحسب تقرير أعدّه التلفزيون السويدي (SVT)، يتمتّع تقريباً كل مواطن نرويجي بطبيب دائم في الرعاية الأولية، في نظام يصفه الخبراء بأنه من بين العوامل التي أدّت إلى انخفاض معدلات الوفيات وتقليل زيارات المستشفيات بشكل ملحوظ. على النقيض، فإن أقل من 30٪ من السويديين يملكون طبيباً ثابتاً يتابع حالتهم بشكل شخصي.
وتقول كاترين إليسه أولسن، إحدى المرضى في العاصمة أوسلو: “عندما أسمع أنكم في السويد لا تملكون طبيباً شخصياً، أفكر: كيف يتم الأمر؟ هل من الممكن ألّا يكون للمرء طبيب يتابعه؟”
رعاية صحية شخصية من الطفولة حتى الشيخوخة
يعدّ مفهوم “الطبيب الشخصي” في النرويج جزءًا لا يتجزأ من النظام الصحي، حيث يتم ربط كل مواطن بطبيب يتابعه على مدار سنوات، ما يتيح بناء علاقة ثقة وفهم أعمق للحالة الصحية للمريض. حاليًا، لا تتجاوز نسبة من يفتقرون لطبيب دائم في النرويج حاجز 2٪ فقط.
وأبرز ما يميز النظام النرويجي هو اعتماده على نظام التناوب الذي يضمن استمرار توفير الأطباء حتى في المناطق النائية، وهو ما يتم تغطيته بشكل ميداني في تقرير SVT عبر زيارة إلى إحدى البلديات في شمال البلاد، بالإضافة إلى العاصمة أوسلو.
دعوات لإصلاح في السويد
في تقرير صدر في مايو عن هيئة الشؤون الاجتماعية السويدية، تم التشديد على الحاجة إلى تسريع العمل لمنح المزيد من المواطنين السويديين أطباء دائمين في الرعاية الأولية، في ظل انتقادات متزايدة حول انعدام الاستمرارية في العلاج.
مع تصاعد هذه الدعوات، يطرح النظام النرويجي نفسه كنموذج عملي وناجح يمكن أن تستلهم منه السويد سياسات جديدة لتحسين جودة الرعاية وتقليل العبء على المستشفيات.