SWED24: رغم موجة الاحتجاجات الواسعة على مشاركة إسرائيل في مسابقة Eurovision Song Contest 2024، حصلت الدولة العبرية على أعلى نسبة تصويت من الجمهور، ما أثار اتهامات بوجود حملة تأثير منظمة استهدفت الرأي العام الأوروبي والسويدي على وجه الخصوص.
وفقاً لما كشفه قسم “SVT Verifierar”، أظهرت التحقيقات أن الحكومة الإسرائيلية نفذت حملة إعلانية رقمية مكثفة، موجّهة إلى الجمهور السويدي عبر منصات مثل YouTube قبل يوم واحد من التصويت النهائي.
إعلانات موجهة ورسائل متعددة اللغات
وعثرت SVT على 16 إعلاناً مدفوعاً تم بثه عبر YouTube لمستخدمين في السويد، جميعها تتضمن رسالة بالفيديو من المغني الإسرائيلي يوڤال رافائيل باللغة السويدية يدعو فيها الناس إلى التصويت لإسرائيل.
الحملة لم تقتصر على السويد، إذ أُنتجت مقاطع مشابهة بـ 27 لغة وجرى توزيعها في مختلف دول أوروبا.
وتبين من خلال مكتبة إعلانات غوغل أن هذه الإعلانات ممولة من قبل “وكالة الإعلانات الحكومية الإسرائيلية”، وهي جهة رسمية موثقة عبر منصة Google، وتم تأكيد ذلك من خلال شبكة التحقق الإعلامي الخاصة بـ EBU.
رسائل رسمية من نتنياهو والوزارات
لم تقتصر الدعوات على الإعلانات الرقمية، إذ شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه، بالإضافة إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية والسفارة الإسرائيلية في ستوكهولم، في دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحثّ الجمهور على التصويت حتى 20 مرة لإسرائيل وهو الحد الأقصى المسموح به في نظام التصويت.
وذكرت هيئة الإذاعة الفنلندية YLE أن أي دولة أخرى لم تطلق حملات مشابهة بهذا الحجم أو الكثافة.
انتقادات ومطالب بالتدقيق
أثار هذا النشاط الانتقادات على نطاق واسع، خصوصاً من معارضي مشاركة إسرائيل في المسابقة، حيث اتُّهمت الحملة بأنها محاولة للتأثير السياسي المقنّع، رغم أن المسابقة توصف بأنها “غير سياسية”.
لكن اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU)، المنظم الرسمي للمسابقة، رد على الاتهامات عبر مدير المسابقة مارتن غرين، مؤكداً أن الحملة لا تنتهك القواعد.
وقال غرين: “يُسمح للوفود المشاركة أو أطراف ثالثة مثل شركات الإنتاج باستخدام الحملات الإعلانية لدعم عروضهم الفنية أو تعزيز مسيرة الفنان. ما دامت هذه الحملات لا تخرق المبادئ العامة أو تتلاعب بنتائج المسابقة، فإنها قانونية”.
وحلّت إسرائيل في المركز الثاني هذا العام، بعدما فاز المشارك السويسري بالمركز الأول. ومع تصاعد التوترات السياسية والاحتجاجات ضد مشاركة إسرائيل بسبب الوضع في غزة، تعززت الدعوات داخل بعض الأوساط لمراجعة حيادية المسابقة وجدوى التصويت الجماهيري.