SWED24: أعلنت وكالة “فرات” الكردية، صباح اليوم الإثنين، أن منظمة حزب العمال الكردستاني (PKK)، المصنّفة كمنظمة إرهابية من قبل تركيا وعدد من الدول، قررت حلّ نفسها ووقف أنشطتها المسلحة، منهيةً بذلك صراعاً مسلحاً دام أكثر من أربعة عقود.
ويُعتبر هذا القرار تحولاً تاريخياً في مسار الصراع الكردي التركي، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف منذ اندلاعه في أوائل الثمانينات.
بحسب ما أفادت به الوكالة، فإن القرار تم اتخاذه خلال مؤتمر داخلي للحركة عُقد الأسبوع الماضي في شمال العراق، في أعقاب دعوة وجهها مؤسس الحركة، عبد الله أوجلان، من محبسه في جزيرة إيمرالي التركية، إلى تفكيك المنظمة والتحول إلى النضال السياسي.
أوجلان، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد منذ عام 1999، دعا في نهاية فبراير الماضي إلى إنهاء الكفاح المسلح، معتبرًا أن المطالب الكردية اليوم تتعلق بحقوق مدنية وسياسية أكثر من مشروع الانفصال الكامل.
إعلان هدنة مشروطة
وفي الأول من مارس، أعلن الحزب هدنة مشروطة تنص على وقف إطلاق النار بشرط البدء بمسار تفاوضي واضح نحو اتفاق سلام، وهو ما قوبل بترحيب حذر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وصرّح توماس تورين، مراسل التلفزيون السويدي (SVT) في تركيا، بالقول: “إنه يوم تاريخي، لا لتركيا فحسب، بل للمنطقة بأكملها. هذه نهاية صراع مسلح استمر 41 عاماً”.
الانتقال إلى النضال السياسي
يشير القرار إلى نية قادة PKK خوض معركتهم في المرحلة المقبلة عبر القنوات السياسية، بدلاً من العمل المسلح. وهو تحوّل جوهري في فكر الحركة، التي طالما طالبت بحكم ذاتي أو استقلال للأكراد داخل الأراضي التركية.
وقال تورين: “الحديث الآن يدور عن إمكانية إصدار عفو أو إنشاء آلية لإعادة دمج المقاتلين السابقين في المجتمع التركي، وربما منحهم مساحة للعمل السياسي مستقبلاً.”
ولا تزال تفاصيل تفكيك المنظمة غير واضحة، كما لم تُحدّد بعد آلية تنفيذ القرار أو مصير الآلاف من عناصر الحزب. إلا أن مراقبين يرون أن هناك توافقًا ضمنياً بين الطرفين على التهدئة، وسط ضغوط إقليمية ودولية لدفع العملية السلمية.
ويرى مراقبون أن نجاح هذا التحول قد يُمهّد الطريق لمرحلة جديدة من الاستقرار، إذا ما أُتبعت بخطوات سياسية حقيقية تضمن الحقوق الثقافية والمدنية للأكراد في تركيا.