SWED24: بعد مرور عشر سنوات على أحد أكثر الأعوام دموية في تاريخ فرنسا الحديث، لا تزال صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة تواصل عملها رغم التهديدات المستمرة، ولكن من موقع سري وبحراسة أمنية مشددة.
في 7 يناير 2015، تعرّض مقر المجلة في باريس لهجوم إرهابي دموي نفذه مسلحون إسلاميون، وأسفر عن مقتل 12 شخصاً من العاملين فيها، في واقعة هزّت الرأي العام الفرنسي والعالمي. ومنذ ذلك الحين، لم تختفِ أثار تلك الجريمة من المشهد السياسي والاجتماعي الفرنسي.
“لا مكان للخوف”
الرسّام الشاب المعروف بالاسم المستعار “بيش” (Biche)، البالغ من العمر 30 عاماً، هو من الجيل الجديد للصحيفة، وقد انضم إليها قبل سبع سنوات، مدركاً جيداً المخاطر المرتبطة بهذا النوع من العمل.
وقال بيش: “لا يجوز أن نعيش في خوف. إذا بدأنا بالتراجع، فسنواصل الانسحاب إلى ما لا نهاية”.
وأضاف: “التهديدات لم تمنعني. بل زادت من إصراري على الاستمرار”.
فرنسا تحت أعلى مستوى تهديد إرهابي
تشهد فرنسا حالياً أعلى درجات التأهب الأمني، بعد إحباط عدد من الهجمات الإرهابية خلال الأشهر الأخيرة. ومنذ الهجوم على المجلة، أطلقت الحكومة عملية أمنية ضخمة ضمت نحو 10,000 جندي لمكافحة الإرهاب، لا تزال آثارها ملموسة اليوم، حيث تنتشر قوات مدججة بالسلاح حول المعالم الكبرى والمواقع الحساسة في المدن الفرنسية.
تعمل مجلة شارلي إيبدو اليوم من مقر غير معلن، فيما يُستقبل الصحفيون الزائرون في مكتب منفصل وسط باريس. ويخضع رئيس التحرير جيرار بيار وعدد من أعضاء فريق التحرير المكون من 50 شخصاً لحماية شرطية دائمة على مدار الساعة.
وقال بيار، الذي نجا من الهجوم بفضل وجوده في لندن يوم الواقعة: “الطريقة الوحيدة للحفاظ على حريتنا هي أن نواصل استخدامها”.
حرية التعبير خط أحمر
ورغم كل ما حدث، لم تتوقف المجلة عن النشر. فبعد أسبوع فقط من الاعتداء، صدرت نسخة جديدة غلافها يحمل كاريكاتيراً للنبي محمد تحت عبارة “كل شيء مغفور”.
يقول بيش: “نحن لسنا خائفين. سنواصل طرح الأسئلة التي تهمنا وتستفزنا. ولن نسمح لأي شيء أن يمنعنا من ذلك”.
ويضيف بشأن حدود حرية التعبير: “الحد الوحيد هو القانون، وليس ما يراه أو يشعر به الأفراد. هذه هي فلسفتنا في المجلة”.