SWED24: لم تمضِ 24 ساعة على تعيينه، حتى اضطر توبياس تيبيرغ، مستشار الأمن القومي الجديد في السويد، إلى إعلان استقالته من المنصب، إثر تسريب صور شخصية له نُشرت سابقاً على أحد مواقع التعارف، ما اعتُبر إخلالًا بمعايير النزاهة المطلوبة لشغل هذا المنصب الحساس.
وكانت الحكومة قد أعلنت يوم الخميس عن تعيين تيبيرغ، الدبلوماسي المخضرم، مستشاراً وطنياً للأمن القومي، على أن يباشر عمله فوراً ويشارك في اجتماع دفاعي في العاصمة النرويجية أوسلو. إلا أن معلومات “شخصية جديدة”، بحسب تعبير سكرتير رئيس الوزراء أولف كريسترسون، ظهرت بعد ساعات من التعيين، حالت دون سفره، وأفضت إلى انسحابه الطوعي.
“كان عليّ أن أُبلغ بذلك”
في تعليقه لصحيفة Dagens Nyheter، أقر تيبيرغ بأن الصور تعود لحساب قديم له على موقع تعارف، مضيفاً: “كان عليّ أن أُبلغ عن ذلك، لكنني لم أفعل. لذلك أبلغت الحكومة بأنني لا أنوي تسلم منصب مستشار الأمن القومي”.
وأكد مكتب رئيس الوزراء أن ما تم الكشف عنه من معلومات، كان من الواجب الإفصاح عنه خلال مرحلة التوظيف، مشيراً إلى أن قرار تيبيرغ بالانسحاب جاء بمبادرة شخصية منه. وأُعلن رسميًا بدء عملية جديدة للبحث عن بديل.
خلفية المنصب وتداعيات متتالية
وكان من المقرر أن يخلف تيبيرغ المستشار السابق هنريك لاندرهولم، الذي استقال في وقت سابق من هذا العام على خلفية فضائح متعددة، أبرزها ترك وثائق سرية في مكان غير آمن خلال ندوة في مارس 2023. يواجه لاندرهولم الآن تهمًا بالإهمال في التعامل مع معلومات حساسة، لكنه ينفي ارتكابه أي جريمة.
صحافي السياسة في قناة SVT، كريستوفر تورنمالم، علق على الأزمة بالقول: “بالنسبة للناخبين، يبدو الأمر كما لو أن الحكومة لا تملك السيطرة على ما تفعله وهذه صورة تُسعى بكل قوة لتجنبها”.
مسيرة دبلوماسية واسعة
تيبيرغ، الذي كان حتى وقت قريب رئيس وحدة أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في وزارة الخارجية، يتمتع بخبرة طويلة في العمل الدبلوماسي، حيث شغل مناصب في سفارات السويد في واشنطن وموسكو ونيودلهي، كما تولى منصب سفير السويد في أوكرانيا (2019–2023) وأفغانستان.
ومع انسحابه من المنصب، تدخل السويد مجدداً في فراغ مؤقت في واحد من أهم المناصب الأمنية في البلاد، في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات جيوسياسية متصاعدة.