SWED24: في بلد يُعرف بشغفه العميق بالقهوة، يواجه عشاق هذه المشروب في أماكن العمل السويدية انتكاسة غير متوقعة، بعد أن قررت العديد من البلديات إنهاء تقديم القهوة المجانية لموظفيها كإجراء تقشفي.
وبحسب ما أفادت به قناة TV4، فإن عشرات البلديات في السويد ما لا يقل عن 60 بلدية، اختارت في الآونة الأخيرة تحميل الموظفين تكلفة القهوة التي يستهلكونها خلال ساعات العمل، إما عبر خصم مباشر من الرواتب أو من خلال نظام دفع داخلي.
ويأتي هذا التوجه في وقت تشهد فيه أسعار القهوة العالمية ارتفاعاً ملحوظاً، إلى جانب سعي المجالس المحلية إلى تقليص النفقات في ظل أوضاع مالية ضاغطة.
توفير على حساب الروح المعنوية؟
في بلدية “Pajala” مثلاً، تشير التقديرات إلى أن هذا القرار سيوفر قرابة 300 ألف كرونة سنوياً من الميزانية. لكن النقابات العمالية، وعلى رأسها اتحاد “فيجن” Vision، ترى أن الإجراء قد يحمل آثاراً سلبية تفوق الفوائد الاقتصادية.
يقول روبرت هوكينز، رئيس فرع النقابة في بيايالا: “عندما تُلغى مزايا صغيرة لكنها مهمة كالقهوة المجانية، تفقد بيئة العمل الكثير من جاذبيتها. وهذا قد يُصعّب علينا جذب المواهب مستقبلاً”.
القهوة: أكثر من مجرد مشروب
بحسب دراسة أُجريت عام 2024 من قبل شركة Beans in Cup، يشرب السويديون في المتوسط 2.2 كوب قهوة خلال يوم العمل الواحد. ويُقدّر الاستهلاك اليومي بنحو 12 مليون كوب، أي ما يعادل 3 مليارات كوب سنوياً في عموم البلاد.
ويؤكد الخبراء أن آلة القهوة ليست مجرد محطة لإعداد مشروب ساخن، بل أصبحت تُشكّل عنصراً اجتماعياً مهماً في بيئة العمل، حيث تُعتبر مكاناً للتفاعل بين الزملاء وتبادل الأفكار.
ورغم الانتقادات الموجهة، يبدو أن هذا الاتجاه آخذ في التوسع، وسط غياب حلول بديلة تحافظ على التوازن بين ترشيد النفقات والحفاظ على بيئة عمل محفزة.
تبقى القهوة، رغم بساطتها، مسألة ذات بعد رمزي واجتماعي لا يُستهان به في الثقافة السويدية. والقرار بإلغائها مجاناً في أماكن العمل يعيد فتح النقاش حول الأولويات في إدارة الموارد البشرية والخدمات الوظيفية.