أولت صحيفة Dagens Opinion السويدية، ( اضغط هنا لقراءة التحقيق بالسويدية)، وهي مؤسسة إعلامية متخصصة بتشكيل الرأي العام، وتستهدف صُناع القرار، أولت اهتماماً، بالتصريحات التي أدلى بها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ الدكتور محمد العيسى، في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه شبكة SWED 24 الإعلامية الناطقة باللغة العربية.
ونشرت الصحيفة اليوم السبت 13 تموز/ يوليو 2024، تحقيقاً صحفيّاً، ذكرت فيه إن الجهود تتضافر لعقد جلسات حوار وطاولات مستديرة، تمهيداً لعقد مؤتمر دولي كبير في الربيع المقبل، وذلك لخلق قوة مضادة لمواجهة التطرف في السويد والعمل على خلق حوار، بدلاً من الكراهية، وذلك بمبادرة من الاتحاد النسائي العربي في السويد.
وكانت شبكة SWED 24 أجرت حواراً تلفزيونيّاً مع الشيخ الدكتور محمد العيسى في العاصمة النرويجية أوسلو، على هامش مؤتمر The Words Matter الذي نظمه مركز أوسلو، في 30 أبريل/ نيسان 2024 . ( شاهد المقابلة من هنا).
وأشارت الصحيفة إلى أن الشيخ الدكتور محمد العيسى “يلعب دوراً محوريّاً في هذا الصدد، برسالته الواضحة”.
ومما جاء في التحقيق: “محمد العيسى، الذي يتخذ من السعودية مقراً له ويرأس رابطة العالم الإسلامي، كان قد زار أوروبا وألقى محاضرات وأجرى مقابلات في القنوات السويدية مثل SWED 24 وDagens Nyheter. وفي مقابلاته، أكد على أهمية أن يتبع المسلمون القوانين والدساتير في البلدان التي يعيشون فيها، وأن يتجنبوا العنف رداً على الاستفزازات مثل حرق نسخ من القرآن، مشدداً على استخدام الوسائل القانونية بدلاً من العنف”.
وأوضحت الصحيفة أن العيسى مع كل ذلك، يدين بشدة أعمال حرق نسخ من المصحف.
مريم المزوق: نسعى لخلق حوار انطلاقاً من رسالة الشيخ العيسى
وفي إطار التحقيق، أجرت الصحيفة لقاءاً مع رئيسة الاتحاد النسائي العربي في السويد (AWAS) مريم المزوق، التي أكدت أن “مبادرة الحوار واللقاءات بين مختلف الفاعلين تهدف الى خلق حوار ونقاش ضد الكراهية والعنف”.
وقالت الصحيفة إن الاتحاد هو الجهة التي أطلقت هذه المبادرة، مشيرة إلى أن الاتحاد هو منظمة غير سياسية وغير دينية يعمل على قضايا مثل دمج النساء من خلفيات اثنية مختلفة في المجتمع السويدي، والمساواة بين الجنسين، وحرية النساء المعرضات للعنف، ومكافحة الكراهية والعنف.
وأوضحت المزوق أن “الهدف الآن هو الانطلاق من رسالة الشيخ الدكتور محمد العيسى وقيادة جهود الرأي العام في السويد لمواجهة التطرف وتعزيز الحوار بدلاً من الكراهية في المجتمع، حيث يخطط الاتحاد لعقد عدة لقاءات وجلسات طاولة مستديرة لتحقيق هذا الهدف.
جلسات حوار وطاولات مستديرة تنطلق قريباً جداً
وقالت المزوق للصحيفة إن الهدف من “هذه الحوارات وجلسات الطاولة المستديرة هو تعزيز الحوار في المجتمع ومكافحة الكراهية بشكل عام. من جهة، لمواجهة الإسلاموفوبيا، ومن جهة أخرى، لمكافحة التطرف الديني في بعض الأوساط المسلمة”.
وأضافت “من خلال علاقاتنا، يمكننا دعوة الشركاء الذين نعتقد أنهم يمكن أن يضيفوا وجهات نظر جديدة لهذه الحوارات، مثل رسالة الشيخ الدكتور محمد العيسى”.
مؤتمر دولي كبير الربيع المقبل
وعبّرت المزوق عن أملها في “أن تخلق هذه المبادرة منصة جديدة للحوار”، مشيرة الى أن العمل مستمر “لنتمكن في الربيع القادم من تنظيم مؤتمر دولي كبير ندعو فيه الفاعلين الوطنيين والدوليين لعرض ما توصلنا إليه من مناقشات وجلسات الطاولة المستديرة، وبذلك نجد الطريق للمضي قدماً”.
وحول الجهات الفاعلة والأشخاص والمنظمات التي يريد الاتحاد ضمها الى جلسات الحوار، قالت المزوق “نأمل أن نضم الذين يمكنهم التأثير على الرأي العام والمجتمع. دون تحديد في الوقت الحالي، نريد دعوة مراكز التفكير، والجماعات الدينية، والسياسيين، وغيرهم، وبطبيعة الحال الشيخ الدكتور محمد العيسى”.
ما هي أسباب الكراهية برأيك؟
هذا السؤال وجهته الصحيفة لرئيسة الاتحاد مريم المزوق التي أجابت عليه قائلة: “في رأيي، يعود ذلك إلى عدة عوامل، منها الفروقات الدينية والثقافية التي نراها بشكل سلبي بدلاً من التركيز على القواسم المشتركة، مما يخلق الخوف في أجزاء مختلفة من المجتمع ويزيد من الكراهية. الجريمة أيضا ساهمت في زيادة الكراهية”.
وشدّدت على أنه “لا ينبغي أن نتغاضى عن وجود العنصرية والتطرف في جميع الفئات التي تعزز ذلك. هناك أيضاً أجندات سياسية مختلفة، سواء وطنية أو دولية، بالإضافة الى الحملات التي تهدف إلى تشويه صورة السويد في العالم، كانت ببساطة تصرفات عدائية من الخارج”.
وأشارت إلى أنه “في النهاية، الإعلام ليس بريئاً تماماً بتركيزه دائما على الأمثلة السلبية بدلاً من تسليط الضوء على الأمثلة الإيجابية العديدة الموجودة”.
العيسى شخصية رئيسية في المبادرة
وقالت الصحيفة إن الشيخ الدكتور محمد العيسى يظهر كنوع من الشخصية المركزية في هذه المبادرة، فكيف ترى المزوق ذلك؟
أجابت المزوق قائلةً: “ليس الشيخ كشخص هو ما نريد تسليط الضوء عليه، بل رسالته التي نريد تعزيزها. رسالته واضحة وتأتي من زعيم ديني عالي المستوى. نعتقد أن هذه الرسالة موجهة إلى المسلمين أولاً، حيث يوضح أنه لا يوجد تعارض بين كونك مسلماً جيداً ومواطناً سويدياً جيداً. وهو يدعو المسلمين في الغرب للعيش بسلام مع الآخرين وذلك أمر بالغ الأهمية”، حسب تعبير المزوق.
مارون عون: العيسى من القلائل الذين تحدثوا بشجاعة
ووفق الصحيفة يستعين الاتحاد النسائي العربي في السويد بالمستشار مارون عون، الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة IFS ومدير العلاقات العامة في مؤسسة Almi AB الحكومية.
يقول مارون للصحيفة: “المبادرة نشأت خلال فترة حرق نسخ من المصحف في السويد. عندما كانت الأمور معقدة للغاية، أدرك الاتحاد أن الشيخ محمد العيسى كان واحدا من القلائل الذين تحدثوا عن هذا الأمر بشكل شجاع وأكدوا على عدم استخدام العنف من قبل المسلمين في السويد للاحتجاج العادل على حرق نسخ من المصحق”.