SWED24: كانت في الماضي رمزاً للفخر والاجتهاد الأكاديمي، أما اليوم فقد تحوّلت إلى اكسسوار فاخر يُثقل كاهل العائلات. قبعة التخرج، أو ما يعرف بـ”Studentmössa”، باتت في السنوات الأخيرة موضوع نقاش محتدم في المدارس السويدية، مع تصاعد أسعارها لتصل أحياناً إلى 7,000 كرونة سويدية.
يقول الطالب دافيد ليندستروم، الذي يستعد للاحتفال بتخرجه قريباً: “من غير المنطقي أن تصبح قبعة التخرج عرضاً استهلاكياً بهذا الحجم”.
وفي مدرسة تومبا الثانوية (Tumbagymnasiet)، حيث تدرس الطالبة فاطمة تو زهرا، تحوّلت القبعة البيضاء إلى رمز للإنجاز العائلي، إذ تستعد للاحتفال بنهاية دراستها في قسم التقنية، بينما والدها، الذي جاء إلى السويد منذ 20 عاماً كطالب، ينظر إليها بفخر.
لكن وراء الفرح تكمن تكلفة باهظة. فمنذ الصف الأول في المرحلة الثانوية، بدأ طلاب فصلها بجمع التبرعات لتمويل حفلات التخرج، ومع ذلك، تبقى تكاليف الملابس، المناسبات، وقبعة التخرج بحد ذاتها عبئاً حقيقياً.
رد فعل من المدارس والعائلات
تقول والدتها صباح: “نعمل على دعم أبنائنا ما استطعنا، لكني أعلم عائلات تجد في الأمر صعوبة حقيقية. في بعض الأحيان، تتحول المسألة إلى منافسة بين الآباء، تنعكس مباشرة على الأبناء”.
وللحد من هذا الضغط، اتخذت مدرسة تومبا خطوة لافتة. يقول مدير المدرسة ألف سولاندر: “في عام 2023 كنا أول من قدّم قبعات التخرج مجاناً لطلابه. في البداية كان البعض متردداً، لكن اليوم الغالبية تقبل بها بكل فخر”.
ويضيف أن الهدف كان كسر احتكار الشركات التجارية التي دخلت المدارس بطرق ملتوية، مستعينة بطلبة وسطاء مقابل حوافز، بل لجأت إلى إقامة أكشاك بيع غير قانونية خارج أسوار المدرسة.
قبعة مجانية… وحل مُلهم لبلديات أخرى
القبعات المجانية، والتي صممت بمواصفات جيدة وتحمل شعار المدرسة، لاقت استحسانًا واسعًا، لدرجة أن بلدية بوتكيركا قررت تمويل نصف تكلفة كل قبعة لجميع طلابها، واقتدت بها بلديات أخرى.
يختم سولاندر بالقول: “ميزانية الطالب السنوية في الثانوية تصل إلى 75,000–80,000 كرونة. دفع 700 كرونة لتوفير قبعة متساوية للجميع هو أقل ما يمكن فعله لضمان شعور الطلبة بالانتماء والكرامة”.