SWED24: لطالما شجّعت التوصيات الطبية على ممارسة التمارين الرياضية باعتبارها وسيلة فعالة لتقليل خطر الوفاة المبكرة، لا سيما بسبب أمراض القلب أو السرطان. لكن دراسة سويدية جديدة نُشرت مؤخراً تقلب هذه القناعة رأساً على عقب، مشيرة إلى أن العلاقة بين اللياقة البدنية وطول العمر قد لا تكون بالوضوح الذي نعتقده.
وقال مارسيل بالين، باحث في علم الأوبئة بجامعة أوبسالا وأحد مؤلفي الدراسة، إن كثيراً من الدراسات السابقة تستند إلى ملاحظات إحصائية (observationsstudier) دون أن تثبت بشكل قاطع وجود علاقة سببية مباشرة.
وأوضح بالين، قائلاً: “النتائج التي تظهر أن الأشخاص ذوي اللياقة العالية يعيشون لفترة أطول قد تكون مرتبطة بعوامل أخرى، مثل النمط الحياتي أو الخلفية الاجتماعية، وليس فقط باللياقة نفسها”.
في إطار منهج يُعرف بـ”التحكم السلبي” (negativ kontroll)، قام الباحثون بتحليل العلاقة بين اللياقة البدنية واحتمال الوفاة في حوادث عشوائية، مثل حوادث السير، الغرق، والقتل وهي أنواع من الحوادث يُفترض ألا تكون مرتبطة باللياقة البدنية.
لكن النتائج كشفت أن الأشخاص ذوي اللياقة الأعلى كانوا أيضاً أقل عرضة للوفاة في مثل هذه الحوادث. ما يُلمّح إلى أن الاختلافات بين المجموعات قد لا تقتصر على مستوى اللياقة فقط، بل قد تشمل سلوكيات حياتية ومجتمعية أوسع.
يقول بالين: “حين نرى أن اللياقة تقلل من خطر الوفاة في حوادث لا علاقة لها بالصحة، فهذا يعني أن هناك متغيرات أخرى غير محسوبة”.
الرسالة ليست ضد الرياضة بل ضد التعميم
يؤكد الباحثون أنهم لا ينفون فوائد التمارين الرياضية، بل يدعون إلى مزيد من الحذر في تفسير الدراسات التي تربط اللياقة بشكل مباشر بانخفاض معدلات الوفاة.
وأوضح بالين، قائلاً: “الرياضة مفيدة على المدى القصير، ولها دور في علاج أمراض مثل السكري من النوع 2. لكن الادعاء بأنها تُطيل العمر بشكل عام قد يكون مبالغاً فيه”.
وقال بالين: “نحتاج إلى نظرة أكثر دقة. التمارين مهمة، لكنها ليست دواءً سحرياً لكل شيء”.