SWED24: في خطوة غير معتادة ولكنها علمية بامتياز، أطلقت الهيئة السويدية للصحة البيطرية (SVA) حملة وطنية تطلب فيها من جميع المواطنين الامتناع عن قتل البعوض، بل العمل على اصطياده وإرساله حياً إلى الهيئة، في إطار مشروع ضخم يهدف إلى رسم خريطة دقيقة لانتشار أنواع البعوض في البلاد.
وتسعى الهيئة من خلال هذا المشروع إلى تحليل المخاطر المتزايدة لانتقال أمراض فيروسية عبر البعوض، لا سيما مع التغيرات المناخية التي ساهمت في انتشار أنواع جديدة شمالًا خلال السنوات الأخيرة.
يقول الباحث في SVA، توبياس ليللا، إن المشروع يستهدف بشكل خاص البعوض الذي يعيش قرب التجمعات البشرية، باعتباره أكثر عرضة لنقل الأمراض من الطيور إلى البشر.
ويضيف: “إذا تمكنا من جمع عينات من مختلف أنحاء السويد، سنحصل على تغطية جغرافية ممتازة تساعد في التنبؤ بمخاطر تفشي الأمراض”.
ويوضح ليللا أن البيانات المتسلسلة ضرورية، لذا تسعى الهيئة إلى إطلاق عملية جمع البيانات الصيف الجاري ضمن بنية تحتية علمية ستكون جاهزة بالكامل في عام 2025.
تهديدات مستقبلية: فيروسات قادمة
من جهته، حذّر الباحث أندش ليندستروم من أن الفيروسات المنقولة عبر البعوض، مثل فيروس غرب النيل وفيروس “أوسوتو” (Usutu)، أصبحت تقترب من الحدود السويدية، لافتاً إلى أن “الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تصل إلينا”.
ولفت إلى أن البعوضة الآسيوية النمرية، المعروفة باسم Aedes albopictus، والتي تُعد من أخطر ناقلات الفيروسات، تم توثيق وجودها لأول مرة في السويد قبل عامين.
كيف تشارك في المشروع؟
تنشر الهيئة السويدية للصحة البيطرية عبر موقعها “Myggkartan” فيديوهات تعليمية تشرح كيفية اصطياد البعوض دون الإضرار به، والتأكد من موته قبل الإرسال.
ويمكن للمواطنين تسجيل الحشرات في قاعدة بيانات “Artportalen” دون الحاجة لإنشاء حساب، ويحصل المرسل على رقم تعريف يتم استخدامه عند الإرسال عبر البريد.
البيانات التي يتم جمعها ستُستخدم في تحليلات علمية معمقة، وتُضاف إلى قاعدة بيانات طويلة الأمد بدأت منذ 15 عامًا، بتمويل يصل إلى 425 ألف كرونة سويدية.