SWED24: شهدت السويد مساء الأحد 4 مايو 2025 أول مناظرة حزبية كبرى لهذا العام، حيث اجتمع قادة الأحزاب البرلمانية الثمانية في برنامج “أجندة” على شاشة SVT. تناولت المناظرة قضايا محورية مثل الاقتصاد، الجريمة، المناخ، والسياسة العالمية، وسط أجواء اتسمت بالحيوية والمداخلات المتبادلة، مع بروز بعض التوترات في نقاط محددة.
الاقتصاد والرفاه الاجتماعي: توافق نسبي وخلاف حول دعم الأسر
في الشق الاقتصادي، أظهرت الأحزاب اليسارية (الاشتراكي الديمقراطي، اليسار، البيئة) توافقاً على ضرورة تعزيز الدعم للأسر، مؤيدين رفع مخصصات الأطفال. انضمت إليهم أحزاب الليبراليين والمسيحيين الديمقراطيين، بينما عارضت ذلك أحزاب الوسط وSD، وامتنع المحافظون عن اتخاذ موقف واضح.
وأثار هذا التباين نقاشاً حاداً، خاصة مع تصريحات جيمي أوكيسون (SD) بأن “نظام الدعم الحالي غير عادل ويجب إصلاحه بالكامل”.
وطرح موضوع الجريمة نقاشاً ساخناً، حيث اقترح SD فرض أساور إلكترونية على الشباب المعرضين للخطر، حتى دون ارتكابهم جرائم، وهو ما أيده الاشتراكيون الديمقراطيون، بينما تحفظت بقية الأحزاب على هذا الإجراء، مشككين في فعاليته وفيما إذا كان متناسباً ممع حقوق الأفراد .
المناخ والطاقة: انقسامات واضحة
فيما يتعلق بالمناخ، دعت المتحدثة باسم حزب البيئة، أماندا ليند، إلى رفع أسعار الوقود لتحقيق أهداف الانبعاثات، وهو ما رفضته معظم الأحزاب الأخرى، بما في ذلك SD، الذين اعتبروا أن الوصول إلى أهداف 2030 ليس أولوية قصوى. وانتقدت رئيسة حزب الوسط، آنا-كارين هات (C) الحكومة لافتقارها إلى سياسة طاقة شاملة، معتبرة أن التركيز على الطاقة النووية وحدها غير كافٍ .
وأثار النقاش حول السياسة العالمية تساؤلات حول توجهات الولايات المتحدة، حيث أعربت أحزاب اليسار، البيئة، الليبراليين، والمسيحيين الديمقراطيين عن قلقهم من الاتجاهات السلطوية في السياسة الأمريكية. في المقابل، رفض SD هذا التقييم، بينما امتنع المحافظون والوسط عن اتخاذ موقف محدد .
تقييمات الأداء: وجوه جديدة وتأثير متفاوت
تميزت المناظرة بظهور وجوه جديدة، حيث قدمت آنا-كارين هات (C) أداءً قوياً، مستفيدة من خبرتها السياسية السابقة. أما فريدريك مالم (L)، الذي حل مؤقتاً مكان يوهان بيرشون، فواجه تحديات في إثبات حضوره. وحظيت نوشي دادغوستار (V) بإشادة من بعض المحللين لأدائها القوي، بينما تعرضت إيبا بوش (KD) لانتقادات بسبب مقاطعتها المتكررة للمشاركين الآخرين .
وأظهرت المناظرة حيوية في النقاش وتبادل الآراء، مع بروز بعض التوترات في مواضيع محددة. أشارت التعليقات إلى أن المناظرة كانت مفيدة في تسليط الضوء على الاختلافات بين الأحزاب، خاصة في قضايا الدعم الاجتماعي، الجريمة، والمناخ، مما يعكس التحديات السياسية التي تواجه السويد في الفترة المقبلة .