SWED24: أطلق رئيس أساقفة السويد الأسبق كيه جي هامار تحذيراً شديد اللهجة بشأن ما وصفه بـ”سيناريو كارثي” قد يهدد مصداقية الكنيسة السويدية وأسس رسالتها الأخلاقية، وذلك في ظل جدل داخلي محتدم حول إدارة واحدة من أكبر مواردها الطبيعية: الغابات.
وتملك الكنيسة السويدية مساحات شاسعة من الأراضي الحرجية، ما يجعلها خامس أكبر مالك للغابات في البلاد. وقد أُطلقت العام الماضي لجنة تحقيقية لبحث كيف يمكن استخدام هذا المورد بطريقة أكثر مراعاةً للتنوع البيولوجي والمناخ، تماشياً مع قيم الكنيسة البيئية.
لكن تقريراً داخلياً سُرّب مؤخراً، وكشفته صحيفة Dagens Nyheter، أشار إلى أن الاقتراح البيئي الطموح قد يُستبدل بخطة ذات أهداف بيئية أضعف وأرباح مالية أعلى، وهو ما اعتبره هامار “نكسة كارثية”.
“لا يمكننا خدمة الله والمال معاً”
في تصريحاته للصحافة، قال هامار: “إذا تم تمرير هذه الخطة، فستكون كارثة للكنيسة، ليس بيئياً فقط، بل أخلاقياً وروحياً. لقد قال يسوع: لا يمكنكم خدمة الله والمال معاً. هذا ما نفعله تماماً إن مضينا بهذا الاتجاه”.
وقد سبق لهامار أن كتب في مقالة نُشرت في “صحيفة الكنيسة” في مارس الماضي، أن الكنيسة مطالبة اليوم بأن تستخدم غاباتها بما يحترم التوازن البيئي وحقوق الشعوب الأصلية، لا أن تواصل استنزافها لأجل التمويل.
انقسام داخلي: البيئة أم الموارد؟
الموقف الذي عبّر عنه هامار لم يمر دون رد. فقد كتب الأستاذ المتمرس غوران مولين ردًا قال فيه إن “الحفاظ المطلق على الغابات” ليس بالضرورة الخيار الأمثل، مشيراً إلى أن الخشب مورد طبيعي متجدد وضروري للكنيسة، سواء في أعمال البناء أو النشر.
لكن هامار يصر على أن فقدان البوصلة الأخلاقية في استغلال الطبيعة سيؤدي إلى فقدان الثقة العامة في الكنيسة نفسها.
وتبقى المعركة مفتوحة داخل المؤسسة الدينية الأهم في السويد، بين من يرون في الغابات “ذخيرة اقتصادية” ومن يعتقدون أنها “أمانة روحية”.