SWED24: يشهد قطاع السياحة في ألبانيا نمواً غير مسبوق جعلها واحدة من أسرع الوجهات السياحية نمواً في أوروبا، حيث يتوقع أن تستقبل البلاد أكثر من 30 مليون سائح أجنبي خلال السنوات الخمس المقبلة. لكن هذه الطفرة السياحية أثارت حالة من “الذعر” في البلاد، وسط مخاوف من عدم قدرة البنية التحتية على مواكبة هذا التدفق الهائل.
منذ عشر سنوات فقط، لم تكن أعداد السياح في ألبانيا تتجاوز ثلاثة ملايين سنوياً. وبحلول عام 2019، ارتفع الرقم إلى ستة ملايين، ليتضاعف لاحقاً إلى عشرة ملايين زائر قبل عامين. لكن هذا التوسع السريع بات يشكل ضغطاً هائلاً على المرافق العامة، وخاصة في المناطق الساحلية مثل “ساراندا” التي شهدت تدهوراً بيئياً واضحاً جراء التخلص غير المنظم من مخلفات البناء في البحر.
يقول الصحفي المحلي “أوسيلي ديداني” في تصريحات لصحيفة The Telegraph البريطانية: “بعض مشاريع البناء نفذت دون تخطيط حضري مناسب، وقد أدى ذلك إلى مشكلات بيئية كبيرة وارتفاع كبير في الأسعار”.
المخاوف لا تقتصر على البيئة فحسب، بل تطال أيضاً السكان المحليين الذين بدأوا يشعرون بأنهم يُدفعون خارج أسواق السكن والخدمات بسبب غلاء الأسعار الناتج عن الطفرة السياحية. ويشبّه البعض الوضع بما شهدته وجهات مثل جزر الكناري ومايوركا، حيث احتج السكان المحليون على التأثير السلبي للتدفق السياحي الكثيف.
وساهمت الاستثمارات الأجنبية الضخمة في تعقيد المشهد أكثر، أبرزها مشروع فندقي فاخر بقيمة 1.4 مليار دولار أطلقه “جاريد كوشنر”، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في جزيرة “سازان” الألبانية.
ورغم الشعبية المتزايدة لألبانيا بين بعض الجنسيات الأوروبية، فإن السويديين يبدو أنهم أقل حماساً حيال هذه الوجهة. فوفقاً لإحصائيات حديثة من وكالة “Ticket” السويدية، حلّت ألبانيا خامسة في قائمة الدول التي لا يرغب السويديون بالسفر إليها هذا الصيف، مفضلين وجهات أكثر تقليدية مثل إسبانيا، إيطاليا، واليونان، بينما أظهرت اليابان ارتفاعاً ملحوظاً في شعبيتها كوجهة جديدة وعصرية.
تقول تيونيه جاه، مسؤولة العلاقات العامة في “Ticket”: “اليابان أصبحت وجهة سفر رائجة جداً، وقد لاحظنا زيادة بنسبة 66٪ في الحجوزات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي”.
وفيما تستعد ألبانيا لمواجهة تحديات السياحة الجماعية، يظل مصيرها كوجهة سياحية مستدامة مرهوناً بقدرتها على التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة والمجتمع المحلي.