SWED24: يشهد حزب الوسط السويدي (Centerpartiet) انتعاشاً لافتاً في استطلاعات الرأي بعد فترة طويلة من الركود السياسي، حيث أظهرت أحدث نتائج قياس الرأي التي أجرتها SVT/Verian أن الحزب كسب دعماً جديداً من ناخبي حزب المحافظين (Moderaterna)، ما يعكس تحولًا ملحوظًا في المزاج الانتخابي للناخبين البرجوازيين.
وبحسب الاستطلاع، ارتفع دعم مركز الحزب إلى 4.8%، متجاوزًا عتبة البرلمان بعد أشهر من التذبذب قرب حد الـ4%. ويرجع هذا الارتفاع، بحسب خبراء، إلى ما بات يُعرف بـ”تأثير آنا-كارين هات”، زعيمة الحزب الجديدة، والتي أعادت تشكيل صورة الحزب بأسلوب محافظ كلاسيكي أقرب إلى ناخبي اليمين المعتدل.
يقول بير سودربالم، المسؤول عن الرأي في Verian:”نرى الآن بوضوح أثر آنا-كارين هات. لطالما لاحظنا أن التغييرات في القيادة الحزبية غالباً ما تعزز الدعم الشعبي، ومع توجهها البرجوازي المتوازن، فهي تجذب شريحة من ناخبي المحافظين”.
في المقابل، شهد حزب المحافظين تراجعاً في تأييده الشعبي، حيث انخفضت نسبة الدعم إلى 18.1%، وهي الأدنى منذ بداية عام 2024، في ما يُعد تراجعًا ملحوظاً ومؤكّداً من الناحية الإحصائية بالمقارنة مع نتائج أبريل.
كما سجل حزب الديمقراطيين المسيحيين (Kristdemokraterna) تحسناً ملحوظاً، بارتفاع في نسبة التأييد إلى 4.4%، وهو رقم يفوق عتبة البرلمان في أربع من أصل خمس استطلاعات حديثة.
الانقسام السياسي يتعمق
في السياق العام، تشير الأرقام إلى زيادة في الفجوة بين تحالف الحكومة الحالية (أحزاب تيدو) والمعارضة، حيث بلغ الفارق في الدعم بين الكتلتين 9.6%، وهو الأكبر منذ أكتوبر 2023.
المراقبون يرون أن هذا التحول قد يُمهّد لتغيرات أعمق في المشهد السياسي مع اقتراب الانتخابات الأوروبية، خصوصًا أن تآكل الثقة في الحكومة اليمينية يتزامن مع صعود موازٍ لقوى وسطية واجتماعية أكثر تماسكًا في خطابها ومقترحاتها.