SWED24: أوصت المحققة الحكومية السويدية آنا سينغر بوقف جميع عمليات التبني الدولية إلى السويد، وذلك بعد تسليمها تقريراً رسمياً يكشف عن تجاوزات خطيرة وانتهاكات لحقوق الإنسان في ملفات التبني من الخارج، شملت الاتجار بالأطفال وتزوير الوثائق، ما اعتُبر “زلزالاً أخلاقياً وقانونياً” في أحد أكثر الملفات حساسية في البلاد.
وكتبت آنا سينغر في مقال رأي نُشر على منصة DN Debatt، قائلة: “لقد حدث كل شيء: من تجارة الأطفال إلى غياب الوثائق القانونية لموافقة الأوصياء الشرعيين”.
جاء هذا التقرير نتيجة لجنة تحقيق شكلتها الحكومة السويدية في أعقاب سلسلة تحقيقات صحفية أجرتها صحيفة Dagens Nyheter عام 2021، والتي كشفت عن حالات تبني غير قانونية، جرى خلالها انتزاع أطفال من أسر فقيرة أو تزوير مستندات تبني بهدف تمريرهم عبر القنوات الرسمية إلى أسر سويدية.
تظهر نتائج التحقيق أن آلاف الأطفال وصلوا إلى السويد بوثائق مزوّرة أو دون تأكيد موافقة أولياء أمورهم، في ظل ضعف رقابة الدولة على المنظمات الوسيطة.
دعوات للاعتراف والاعتذار
وطالبت آنا سينغر في تقريرها بأن تعترف الدولة السويدية رسمياً بانتهاك حقوق الإنسان في هذه القضايا، وتقدّم اعتذاراً علنياً إلى المتضررين من عمليات التبني غير المشروعة. كما أوصت بوقف فوري لجميع أنواع التبني الدولي إلى حين توفر ضمانات قانونية صارمة.
من جهته، قال الصحفي في Dagens Nyheter باتريك لوندبرغ، المتبنى من كوريا الجنوبية، في مقابلة مع SVT: “هذا اعتراف بأن الدولة فشلت في ضمان العدالة والشفافية في ملف التبني”.
شهادات مؤثرة: “أمي انتُزعت مني أربعين عاماً”
ميكائيل كيليروس إندريل، متبنى من كولومبيا، روى في تصريحات للتلفزيون السويدي كيف أُخذ من والدته فور ولادته، ولم يتمكن من رؤيتها مجدداً إلا بعد 40 عاماً.
وقال بأسى: “لا أحد يستطيع أن يعيد إليّ تلك السنوات الأربعين. لا الدولة، ولا أحد غيرها”.
من جهة أخرى، عبّر مركز التبني السويدي، الجهة الأكبر في هذا المجال عن تحفظه تجاه التحقيق، معتبراً أن اللجنة تبنّت “فرضية مسبقة” بأن جميع التبنيات شابتها مخالفات.
قال رئيس المركز السابق في تصريح لصحيفة DN: “من الواضح أن التحقيق انطلق من موقف يفترض أن لا شيء تم بشكل صحيح”.
ومن المقرر أن تقوم وزيرة الشؤون الاجتماعية كاميلا فالترشون بدراسة توصيات التقرير، وسط ترقب واسع لما إذا كانت الحكومة ستقرر تنفيذ التوصيات بالكامل، بما يشمل الإيقاف الفوري للتبني الدولي.