SWED24: في تحذير شديد اللهجة، كشف باحثون من جامعة دورهام البريطانية عن دراسة جديدة تشير إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر قد يصل إلى مستويات كارثية خلال القرون المقبلة، حتى في حال التزام العالم بأكثر أهداف اتفاقية باريس طموحاً.
وبحسب الدراسة، التي نُشرت في مجلة Communications Earth and Environment، فإن الارتفاع في درجات الحرارة العالمية بما يعادل 1.2 درجة مئوية فقط، وهو أقل من الحد الأقصى المستهدف في اتفاق باريس يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع بمقدار عدة أمتار في مستوى سطح البحر خلال الأعوام القادمة.
تُقدّر الدراسة أن حوالي 230 مليون شخص يعيشون اليوم في مناطق يقل ارتفاعها عن متر واحد فوق مستوى سطح البحر، مما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع تهديد وجودي في حال تحقق هذا السيناريو. وتلفت الدراسة إلى أن العواقب قد تبدأ في الظهور في المستقبل القريب، حيث يُتوقع أن يؤدي ارتفاع بمقدار 20 سنتيمترًا فقط بحلول عام 2050 إلى أضرار سنوية تتجاوز تريليون دولار أمريكي في 136 من أكبر المدن الساحلية في العالم.
السبب: ذوبان الجليد في القطبين
يرجع الباحثون هذا الخطر بشكل رئيسي إلى التسارع الحاد في ذوبان الجليد في كل من غرينلاند والقطب الجنوبي. وتشير البيانات إلى أن فقدان الكتلة الجليدية من هذه المناطق قد تضاعف أربع مرات منذ تسعينيات القرن الماضي، ما يُسرّع من وتيرة ارتفاع مستوى البحر بوتيرة غير مسبوقة.
يحذر الخبراء من أن الاستمرار بالمعدلات الحالية في ارتفاع درجات الحرارة سيكون له نتائج كارثية، مؤكدين أن السبيل الوحيد لتفادي هذا المصير يكمن في خفض متوسط درجات الحرارة العالمية إلى ما دون درجة واحدة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية أي أبرد حتى مما هو عليه الوضع الحالي.
معلومات أساسية: اتفاق باريس للمناخ
اتفاق باريس، الذي تم توقيعه عام 2015، يهدف إلى حصر الزيادة في درجات الحرارة العالمية “بأقل من درجتين مئويتين”، مع السعي الجاد لحصرها في 1.5 درجة. إلا أن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن حتى هذا الهدف الطموح قد لا يكون كافيًا لتجنب الكارثة المناخية المقبلة.
ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه الدعوات لاتخاذ إجراءات مناخية أكثر جرأة، مع التأكيد على أن التحديات لم تعد نظرية، بل تهديدات واقعية لمئات الملايين من البشر.