SWED24: تعيش سلسلة متاجر Coop السويدية حالة من الهبوط الحاد في سمعتها لدى المستهلكين، وسط موجة من الانتقادات تتعلق بأسعار المواد الغذائية وأداء السوق، وفقاً لتقرير جديد صادر عن مؤسسة Verian المعنية بقياس مؤشرات السمعة للشركات الكبرى في السويد.
ويكشف التقرير أن المستهلكين وخاصة الشباب والنساء عبّروا عن سخط متزايد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي وجد صدًى في وسائل الإعلام التقليدية أيضًا، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في صورة السلاسل الغذائية الكبرى، باستثناء Lidl التي حافظت على موقعها.
وأوضح التقرير: “انخفضت السمعة بشكل جماعي لجميع سلاسل الأغذية الكبرى هذا العام، وكان التراجع الأكبر من نصيب ICA وCoop”.
“سقوط حر” في الثقة
ورغم أن التراجع الأكبر في المؤشر سجلته سلسلة ICA، إلا أن وصف “السقوط الحر” الذي أطلقته صحيفة Dagligvarunytt جاء في سياق تحليل وضع Coop، التي تمر منذ سنوات بسلسلة من الأزمات المالية والإعلامية.
ويؤكد المحلل إريك لوندبوم من Verian أن الصورة الذهنية عن Coop كجهة تواجه أزمات اقتصادية أسهمت في تعميق فقدان الثقة، مضيفًا أن “الانطباع العام عن الوضع المالي المتدهور يلعب دوراً حاسماً في تراجع السمعة”.
وتشير بيانات مؤشر الجودة السويدي (SKI) إلى أن Coop تمتلك قاعدة زبائن يُفترض أنها من الأكثر ولاءً بين المتاجر الكبرى، لكن هذا الولاء يبدو قابلاً للاهتزاز تحت ضغط الأسعار المرتفعة.
وبحسب تقرير SKI: “العملاء ينتقدون الأسعار، لكنهم أيضًا يثنون على برامج الاستدامة والولاء في Coop. يبدو أن هناك علاقة معقدة قائمة على المطالب والاعتراف في آنٍ واحد”.
ومن اللافت أيضاً أن سلسلة Willys، والتي توصف بأنها “أرخص سلسلة في السويد”، جاءت في المراتب الدنيا من حيث رضا العملاء، ما يشير إلى أن السعر وحده لم يعد كافياً لاسترضاء المستهلكين.
خسائر مالية ضخمة ومأزق تاريخي
وكانت Coop في السابق إحدى أكبر المجموعات التجارية في دول الشمال، لكنها سجلت خلال السنوات الأخيرة خسائر تشغيلية تجاوزت 1.4 مليار كرون لعامي 2022 و2023.
وتعد منطقة Coop Syd الأكثر تضررًا، حيث تعاني من عجز مالي حاد رغم بيع 12 عقارًا في أوائل عام 2023.
يقول المحلل الاقتصادي توماس أولين: “الوضع في Coop Syd مقلق للغاية. بعد سنوات من الخسائر، لم تعد لدى المجموعة أي قوة مالية تُذكر”.