أشار تقرير حكومي فرنسي حديث إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تمتلك نفوذاً متزايداً في عدد من الدول الأوروبية، من بينها السويد، ما أثار تحركاً فورياً من الحكومة السويدية التي تعتزم تشكيل مجموعة خبراء لدراسة مدى تغلغل الإسلاموية المتطرفة في البلاد. وفق ما نشرته صحيفة “expressen”.
ووفقاً لما نشرته صحيفة Le Monde الفرنسية، فإن التقرير الرسمي يحذر من تمدد ما يُسمّى بـ”الإسلاموية البلدية” عبر اختراق المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني، مؤكداً أن جماعة الإخوان تسيطر على ما لا يقل عن 200 مسجد في فرنسا، وتدير مئات المنظمات التي تنشط بسرية لخدمة أجندتها.
السويد في دائرة الضوء
التقرير الفرنسي يذكر السويد عدة مرات، ويصفها بأنها “موطن فرع نشط من الجماعة”، ويُرجع ذلك إلى ما وصفه بـ”التسامح الكبير الذي تبديه السياسة السويدية تجاه التعددية الثقافية”، بالإضافة إلى “العلاقات الجيدة بين الجماعة وبعض الأحزاب السياسية المحلية، وخصوصاً الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي”.
ورغم أن التقرير لا يورد تفاصيل دقيقة عن طبيعة العلاقة بين الجماعة والحزب، إلا أن الإشارة أثارت ردود فعل سياسية في السويد.
تحرك حكومي سريع
رداً على ما ورد في التقرير، أعلن وزير سوق العمل السويدي، مآتس بيرشون (عن حزب الليبراليين)، عن نيته تشكيل فريق من الأكاديميين والخبراء، من بينهم الباحث المعروف في شؤون الإرهاب ماغنوس رانستورب، لدراسة طبيعة التهديد الذي تمثله الإسلاموية المتطرفة في السويد.
وقال بيرشون في تصريحات صحفية: “إذا كانت السويد مستهدفة بالفعل، فهذا أمر بالغ الخطورة. نحن أمام قوى لا تؤمن بالديمقراطية أو المساواة، وتسعى لتقويض أسس النظام الليبرالي”.
وأكد الوزير أن الحكومة تمضي في اتخاذ خطوات لتقويض نفوذ تلك الجماعات، ومنها وقف التمويل الأجنبي للمنظمات الدينية التي تتلقى أموالاً من دول تمول مساجد متطرفة.
الاشتراكيون يردّون: لا تسامح مع التطرف
من جانبه، ردّ سكرتير الحزب الاشتراكي الديمقراطي، توبياس بودين، على ما ورد في التقرير، قائلاً: “لا يُفصّل التقرير نوع العلاقات المزعومة، لكن سياستنا واضحة: لا تسامح مع أي تواصل مع منظمات متطرفة. هذا موقفنا الحازم”.
وسبق أن تعرض الحزب لانتقادات في عام 2023 عندما شارك النائب البرلماني جمال الحاج في مؤتمر نظمته حركة حماس. وقد طلب منه الحزب حينها التوقف عن أنشطته البرلمانية مؤقتاً، قبل أن يتم لاحقاً مطالبته بمغادرة الحزب في عام 2024، عقب تقرير عن محاولته التأثير في قضية لجوء تخص إماماً مصرياً مثيراً للجدل.
المصدر: صحيفة “expressen”.