SWED24: انتشرت في السنوات الأخيرة في الأسواق السويدية مكملات غذائية موجّهة خصيصاً للنساء، تروّج لها شركات على أنها حلول فعّالة لمتلازمة ما قبل الحيض (PMS) وآلام الدورة الشهرية واضطرابات الهرمونات. لكن هذه الادعاءات تواجه انتقادات شديدة من قبل الأطباء والباحثين، الذين يعتبرون هذه المنتجات خالية من الأساس العلمي.
اللافت أن العبارات الترويجية أصبحت مألوفة في الحملات الإعلانية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مثل: “تخلصي من الـPMS” أو “قولي وداعاً لعدم التوازن الهرموني”. إلا أن هذه العبارات، وفق مختصين، تفتقر لأي مرجعية علمية وتساهم في تسليع معاناة النساء الصحية.
“تسويق مبني على مفاهيم غير مثبتة”
الدكتورة هيلينا كوب كالنر، أستاذة ومحاضرة في معهد كارولينسكا واستشارية أمراض النساء في مستشفى داندييرد، تعتبر واحدة من أبرز الأصوات الناقدة لهذا الاتجاه، وصرّحت قائلة: “ما لم يكن هناك دليل علمي، فإن ما يُقدّم في هذه المنتجات هو أقرب للدجل الطبي”.
وأوضحت أن مفهوم “عدم التوازن الهرموني” أصبح “منتجًا تجاريًا بحد ذاته”، رغم أن أسباب الـ PMS وآلام الدورة الشهرية لا تتعلق بمستويات الهرمونات بل بكيفية استجابة الدماغ للإشارات الهرمونية.
مبيعات ضخمة رغم الانتقادات
رغم الانتقادات العلمية، تشهد سوق المكملات الغذائية في السويد ازدهارًا ملحوظًا. فبحسب أرقام منظمة “الرعاية الذاتية السويدية”، أنفق المستهلكون أكثر من 3.7 مليار كرونة على الفيتامينات والمعادن في عام 2024، بزيادة ملحوظة مقارنة بـ3.1 مليار في عام 2020.
وتؤكد بعض سلاسل الصيدليات مثل “Apoteket” أن مبيعات مكملات ما يُسمى “عدم التوازن الهرموني” ارتفعت بنسبة 34% خلال السنوات الأربع الماضية.
ردود متباينة من الشركات
شركة Holistic، وهي من بين الشركات الكبرى في هذا المجال، أوضحت في بيان عبر البريد الإلكتروني أنها لا تقدم تشخيصات طبية، وأن استخدام مصطلح “عدم التوازن الهرموني” يهدف إلى وصف “التقلبات الطبيعية التي قد تؤثر على الشعور العام”.
أما شركة Källa، التي تسوّق أيضاً مكملات تدّعي التخفيف من أعراض الـPMS، فنفت استخدامها لهذا المصطلح في التسويق، رغم وجوده في حملاتها على وسائل التواصل. وقالت في بيان: “إذا تم تفسير أي محتوى تسويقي بشكل مريب، فسنقوم بمراجعته واتخاذ الإجراءات المناسبة”.
ورغم غياب الأدلة العلمية، تقول العديد من النساء إنهن يشعرن بتحسن عند استخدام هذه المنتجات، وهو ما يفتح باب النقاش حول الفارق بين الدليل العلمي والتجربة الفردية.
لكن الأطباء يصرّون على أن الاعتماد على منتجات غير مثبتة قد يخلق توقعات خاطئة ويؤخر العلاج الطبي الحقيقي.