صعّدت روسيا لهجتها تجاه السويد بعد حادثة وقعت ليلة الأحد، حيث تم إسقاط عبوة تحتوي على طلاء من طائرة مسيّرة فوق مبنى السفارة الروسية في ستوكهولم، ما اعتبرته موسكو “اعتداءً ممنهجًا” و”دليلًا على تساهل السلطات السويدية مع أعمال عدائية”، حسب وصفها.
وفي بيان شديد اللهجة نُشر على قناة وزارة الخارجية الروسية عبر تطبيق تلغرام، أكدت موسكو أن السفارة تعمل حاليًا تحت ما وصفته بـ**“ظروف تشبه الحرب”**، متهمة السلطات السويدية بتوفير “موافقة ضمنية وربما حتى صريحة” لهذه الهجمات.
موسكو: هذه الهجمة رقم 15 منذ مايو
ووفقًا للبيان الروسي، فإن حادثة يوم الأحد ليست الأولى من نوعها، بل هي الهجوم الخامس عشر على البعثة الدبلوماسية الروسية في السويد منذ مايو 2024.
وكتبت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: “هذا يظهر أن هذه الفوضى تحدث بشكل شهري، إن لم يكن أكثر، وسط ما يبدو أنه سكوت، أو ربما رضا، من قبل السلطات السويدية”.
استياء من غياب المحاسبة
وانتقدت روسيا بشدة ما اعتبرته فشلًا ذريعًا في تحديد أو محاسبة مرتكبي الهجمات، مشيرة إلى أن ذلك يثير “أسئلة مشروعة” حول مدى جدية السويد في إجراء تحقيقات فعالة ونزيهة، وفق تعبير زاخاروفا.
وأضافت: “من المثير للانتباه أنه لم يتم التعرف على أي فاعل حتى الآن، رغم تكرار الحوادث”.
المطالبة بضمان الأمن الدبلوماسي
وطالبت وزارة الخارجية الروسية الحكومة السويدية بـالوفاء بالتزاماتها الدولية، وبشكل خاص حماية أمن السفارات وضمان عدم المساس بحرمتها الدبلوماسية، كما تنص عليه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
السويد تلتزم الصمت
من جانبها، أكدت شرطة ستوكهولم وجهاز الأمن السويدي (سابو) أنهما على علم بالحادثة، لكنهما امتنعا عن الإدلاء بأي تعليق إضافي حتى الآن.
خلفية توتر متصاعد
تأتي هذه التطورات في ظل علاقات متوترة أصلاً بين السويد وروسيا، على خلفية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومواقفها الداعمة لأوكرانيا. ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الحادثة إلى مزيد من التصعيد الدبلوماسي بين البلدين في الفترة القادمة.