SWED24: في رسالة اعتُبرت تصعيدية وصادمة، أكد كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، أن بلاده مستعدة لخوض حرب طويلة الأمد في أوكرانيا، مشيراً إلى إمكانية استمرار القتال “لسنوات أو حتى إلى الأبد” إذا لزم الأمر.
جاء هذا التصريح خلال المفاوضات المباشرة النادرة بين روسيا وأوكرانيا في مدينة إسطنبول، والتي عُقدت لأول مرة منذ عام 2022، لكنها لم تسفر عن أي تقدم ملموس، بحسب تقارير وسائل إعلام دولية من بينها The Guardian وThe Moscow Times.
وخلال الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين، شددت روسيا على مطالبها القصوى، بما في ذلك انسحاب أوكرانيا من أربع مناطق محتلة جزئياً (دونيتسك، لوهانسك، خيرسون وزابوريجيا)، وتقديم ضمانات بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتخفيض قدراتها العسكرية بشكل كبير. ووفقًا لمصادر دبلوماسية، ألمحت روسيا كذلك إلى رغبتها في السيطرة على مناطق إضافية مثل خاركيف وسومي.
لكن أبرز ما لفت الأنظار في تصريحات ميدينسكي، كان استعانته بتاريخ الصراع الروسي السويدي لتبرير إصرار موسكو على الاستمرار في الحرب. قال ميدينسكي: “نحن لا نريد الحرب، لكننا مستعدون للقتال لمدة عام، عامين، ثلاثة… أو بقدر ما يتطلب الأمر”.
وأضاف مذكّرًا بالحرب الشمالية الكبرى في القرن الثامن عشر: “لقد حاربنا السويد لمدة 21 عاماً. كم من الوقت أنتم مستعدون للقتال؟”.
وكانت تلك الحرب (1700–1721) قد شهدت انتصاراً روسياً تاريخياً أدت إلى سقوط مكانة السويد كقوة كبرى في شمال أوروبا، بعد هزيمتها في معركة بولتافا في أوكرانيا عام 1709 بقيادة الملك كارل الثاني عشر.
واستغل ميدينسكي هذه المقارنة التاريخية ليؤكد أن روسيا ستظل على موقفها الثابت مهما طال الزمن، مشيرًا خلال تصريحاته للإعلام الروسي إلى أن “بعض الحاضرين على طاولة المفاوضات قد يخسرون المزيد من أحبائهم”، في إشارة واضحة إلى استعداد موسكو لتحمل تبعات استمرار الحرب.
وعلى الرغم من كل ما قيل، لم تخرج المفاوضات بأي اتفاق، بينما يستمر الوضع الإنساني والعسكري بالتدهور في المناطق المتنازع عليها.
ويرى المراقبون أن هذه التصريحات تؤكد أن موسكو لا تعول على حل دبلوماسي في الوقت القريب، وأن الحرب في أوكرانيا، كما يبدو، دخلت مرحلة جديدة من الجمود والخطاب العدواني الطويل الأمد.