SWED24: في تطور جديد يعكس تعقيدات التعامل مع الشهود في القضايا الجنائية الكبرى، كشف الشاهد السابق والفاعل السابق في الشبكات الإجرامية، بالا عمر، أنه اضطر للتفاوض مع عناصر من الشبكة الإجرامية “فوكس تروت” بعد أن شعر بأنه غير محمي بما يكفي من قبل الشرطة السويدية.
عمر، الذي كان يعيش تحت تهديدات حقيقية بعد إبلاغه عن خطط اغتيال داخل الشبكة، انتقد بشدة أداء السلطات.
في تحقيق وثائقي لبرنامج “Dokument inifrån: Golaren”، يروي بالا عمر كيف أخبر الشرطة عن محاولة اغتيال وشيكة في بورلينغه عام 2023، وتلقى بعدها حماية ضمن برنامج خاص، إلا أن شعوره بعدم الأمان، خصوصاً على أفراد أسرته، دفعه للبحث عن حلول بديلة.
وقال عمر: “الشرط الوحيد كان أنه إذا ذهبت إليهم، فلن يؤذوا عائلتي”، مشيراً إلى مفاوضاته مع عناصر من جناح آخر في “فوكس تروت”.
غادر السويد رغم الحماية
عمر، الذي يملك سجلاً إجرامياً سابقاً يشمل جريمة اغتصاب، أكد أنه غادر السكن الآمن بمحض إرادته ليتمكن من التفاوض مع الجانب الآخر من الصراع. طلبوا منه البقاء في الخارج وعدم الشهادة في المحاكمة. ومن مكانه في الخارج، تحدث عمر علناً للصحافة السويدية، مستخدماً اسمه وصورته، وانتقد “فشل الشرطة في تقديم حماية فعلية”.
لاحقاً، عاد عمر إلى السويد بعد أن توقع تحسن شروط الحماية، لكن خاب أمله. يقول إنه طلب هوية جديدة ومكان إقامة خارج البلاد، لكن ذلك لم يتحقق. في إحدى المرات، تم وضعه في شقة قريبة من روضة أطفال في وسط مدينة أوسترسوند.
الشرطة، من جانبها، أشارت إلى أن خروجه الإعلامي العلني قلل من قدرتهم على توفير الحماية.
انهيار منظومة الحماية
في النهاية انتهت الحماية الرسمية بعد أن دخل عمر في مفاوضات جديدة مع الشبكة الإجرامية وغادر البلاد مجدداً. حالياً، يعيش في المنفى وتحت تهديد مستمر، ولا يُستبعد، بحسب البرنامج، أنه قد يكون عاد إلى حياة الجريمة.
الخبير في حماية الشهود، غونار أبلغرين، قال:”من الصعب للغاية إخفاء مجرمين بارزين في السويد. يجب أن يكونوا أشخاصاً ملتزمين ومستعدين للالتزام التام بالتوجيهات، وهذا نادر”.
فيما أبدت محامية عمر، كارولين هارتفيغ، قلقها الشديد، قائلة: “لو كانت لدى السلطات الرغبة والموارد لحماية أشخاص مثل بالا، لكنا في موقف مختلف تماماً. حماية مثل هؤلاء الشهود أمر حيوي لمحاربة ثقافة الصمت والجريمة المنظمة”.
من جهتها، رفضت الشرطة التعليق على تفاصيل القضية.