SWED24: في واقعة قانونية غير مسبوقة تعكس مدى تشدد النظام القضائي السويدي في حماية حقوق الطفل، يُحاكم والدان بتهمة الاعتداء الجسيم (grov misshandel) بعد اتهامهما بإهمال نظافة أسنان أطفالهما وعدم توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم، ما أدى إلى أضرار جسيمة قد تكون دائمة.
وتعود القضية إلى بلاغ قدمه طبيب أسنان كشف عن وضع مأساوي في صحة أسنان ثلاثة أطفال. حيث تبيّن أن أحدهم كان يعاني من تسوس حاد استلزم خلع ثماني أسنان تحت التخدير الكامل، بينما خضع الطفلان الآخران لخلع أربع أسنان لكل منهما.
الكاتب والمحامي السابق ينس لابيدوس علّق على القضية في برنامج Efter fem، موضحاً أن القانون السويدي يُحاسب في بعض الحالات على الامتناع عن التصرف إذا ترتب عليه ضرر بالغ، وخصوصاً عندما يكون ذلك من مسؤوليات الوالدين.
وقال لابيدوس: “لم يقوموا بضرب أطفالهم أو التسبب في أذى مباشر، لكن بإهمالهم في تنظيف الأسنان وتقديم غذاء مناسب، تسببوا في آلام وأضرار ربما تكون دائمة وهو ما يُصنّف كاعتداء جسيم في القانون السويدي”.
وأوضح أن ما يسمى بـ “الضمان القانوني” (garantansvar) يُحمّل الأوصياء، كالأهل، مسؤولية قانونية خاصة، قائلاً: “عندما تُهمل القيام بما هو ضروري لحماية الطفل، فإنك تتحمل المسؤولية بنفس مقدار من تسبب بالأذى بفعله”.
القضية أمام المحكمة والأبوين ينكران
بدأت المحاكمة الأسبوع الماضي، ويتهم الادعاء الوالدين بالاعتداء الجسيم، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى عدة سنوات من السجن. وفي حال لم تُثبت نية الإيذاء، يُطالب الادعاء بإدانتهم بتهمة الإهمال الجسيم المفضي لإصابة بدنية (grovt vållande till kroppsskada).
لكن الوالدين ينكران ارتكاب أي جريمة، وقالا إنهما لم يكونا على علم بأن إهمالهما قد يؤدي إلى أذى خطير.
وأوضح لابيدوس، قائلاً: “حتى إذا قال الأهل إنهم لم يعرفوا أن الأطفال سيتألمون، يكفي أن يكونوا أدركوا أن هناك احتمالاً لذلك وهذا صعب التنصل منه”.
تعكس هذه القضية توجه السويد الصارم تجاه حماية صحة الطفل وحقوقه الأساسية، وتُبرز كيف يمكن لإهمال يبدو بسيطاً كعدم تنظيف الأسنان أن يؤدي إلى عواقب قانونية خطيرة إذا أدى إلى ضرر جسدي فعلي.