SWED24: في خطوة أثارت موجة من الاستياء، قررت بلدية غنستا السويدية منع طلاب عدة مدارس من الاستحمام بعد دروس التربية البدنية، وذلك في ظل أزمة مياه خانقة تعاني منها المنطقة. القرار الذي وصف بأنه “إجراء أولي” ضمن سلسلة تدابير تقشفية لمواجهة نقص حاد في المياه، جاء ضمن رسالة إلكترونية وجهتها البلدية إلى أولياء الأمور، وحصلت عليها هيئة الإذاعة السويدية SVT.
القرار فاجأ الكوادر التعليمية وعدداً كبيراً من الأهالي الذين تساءلوا عن جدوى هذا المنع، وإن كان سيحدث فارقاً حقيقياً في توفير المياه، في ظل شعور واسع بأن الطلبة لا ينبغي أن يتحملوا أعباء أزمة تتعلق بالبنية التحتية أو إدارة الموارد المائية.
بحسب البلدية، فإن مستويات المياه الجوفية في المنطقة منخفضة على نحو غير معتاد، نتيجة قلة هطول الأمطار خلال الأشهر الماضية. الأمر أدى إلى عدم تعافي خزانات المياه الجوفية، وبالتالي فرضت السلطات المحلية سابقًا حظرًا على استخدام مياه الشرب لملء المسابح أو غسل السيارات والفيلات أو حتى تنظيف القوارب.
وقال نيكلاس سبِتس، القائم بأعمال مدير قسم التنمية المجتمعية في بلدية غنستا، إن الوضع “حرج للغاية” ويتطلب تضامناً من جميع السكان، مضيفاً: “نعمل على إصلاح تسرب كبير في شبكة المياه، ونسعى في الوقت ذاته لتحديد مواقع الضعف الأخرى. إذا تمكنا من تقليل الاستهلاك وكانت إجراءاتنا فعالة، فإن لدينا فرصة حقيقية لتجاوز هذه الأزمة خلال الصيف.”
وبالرغم من الطابع المحلي للأزمة، فإنها تعكس ظاهرة آخذة في الاتساع في السويد. حيث حذّرت هيئة المسح الجيولوجي السويدية (SGU) من أن مناطق عديدة في البلاد قد تواجه نقصًا حادًا في المياه خلال الفترة المقبلة، ما يضع السلطات أمام تحديات جديدة تتعلق بالإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، في ظل تغيّرات مناخية واضحة.
وسط هذا المشهد، يبقى السؤال مطروحاً: إلى أي مدى يمكن للمواطنين، والطلاب تحديداً، تحمّل تبعات التقشف المائي، إذا لم تُعالج الأسباب الهيكلية الكامنة خلف هذه الأزمات؟