رأي/ نقرأ في كتب الماضي: أنّ “مملكة الحَضَر”، أو”مملكة عربايا”، أو “حطرا” كما في الآرامية القديمة، كانت واحدة من أبرز وأقدم (المدن/ الممالك) العربية التي ظهرتْ في الهلال الخصيب خلال عصور ما قبل الإسلام، ومنها مملكة الأنباط وعاصمتها البتراء، ومملكة تدمر، ودولة المناذرة وعاصمتها الحيرة، والغساسة وعاصمتها الجابية
تعود نشأتها إلى القرن الثاني قبل الميلاد على يد الملك العربي ولجش (158-165م)، وحكمها أربعة ملوك عرب خلال حوالي قرن من الزمن، آخرهم الملك سنطروق الثاني، ويقال له الساطرون، (200-241م) الذي ازدهرت المملكة في عهده ووصلت إلى تخوم بلاد الشام الخاضعة حينها للحكم الروماني، صدّت خلالها العديد من هجمات الرومان والفرس، بسبب حصانتها وصمود شعبها
إلى أنْ حاصرها الإمبراطور الساساني شابور الأول مدة أربع سنوات، وكاد أن ييأس من الاستيلاء عليها
لولا النضيرة ابنة الساطرون، التي خانت أبيها وشعبها وسهّلت دخول الفرس،
وتُحدّثنا الروايات، أنّها كانت أجمل نساء زمانها، وقد أشرفت في أحد الأيام من الحصن فرأت سابور وعليه ثياب ديباج ، وعلى رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ، وكان جميلا، فعشقته
ودسّتْ إليه: ما تجعل لي إن دللتك على ما تُهدّم به هذه المدينة؟ فقال: أتزوّجك وأجعلك الملكة،
فكان أن دلّته على موضع نفق يمكن الدخول منه واجتياز الحصن،
وهكذا، تمكّن الفرس من دخول المدينة، وقام شابور بقتل أبيها الملك، ودُمّرتْ الحضر، وحُظِر على أهلها حمل السلاح، وأصبحتْ ضمن أملاك الإمبراطورية الفارسيّة.
وسار بها معه فتزوّجها، فبينما هي نائمة على فراشها ليلا قال لها: فما كان أبوك يصنع بك؟ قالت: كان يفرش لي الديباج، ويلبسني الحرير،
قال: أفكان جزاء أبيك ما صنعتِ به؟ أنت إليّ بذلك أسرع.
فأمر بقتلها، فرُبطتْ بذنب فرس، ثم ركض الفرس حتى قتلها،
ونقرأ في كتب الحاضر:
-أنّ اليمن السعيد لم يعد سعيدا، بعد أنْ سجّل أعلى نسبة (قزامة أطفال) في العالم، واحتلّ المرتبة الأولى لأفقر دول العالم
-وأنّ سورية العراقة أصبحتْ تنافس اليمن على المرتبة الأولى للفقر، بعد أن نُهبت ودُمّرت وقُتّل شعبها وشُرِّد في أرجاء المعمورة
-وأنّ العراق، بلد الحضارة والجامعات والعلماء، بلد المأمون والمستنصرية، أغنى دولة نفطية في العالم، يعاني من العتمة والفقر وأزمة مياه قاتلة ومن الجهل
-وأنّ لبنان لم يعد درّة المتوسط وسويسرا الشرق
ونقرأ أيضا:
-عن الاجتماعات المستمرّة بين إيران وأمريكا في عُمان وإيطاليا وتحت مسمّيات مختلفة
أمريكا التي كانت تسمّيها إيران بالشيطان الأكبر.
-وعن تصريحات وزير خارجيتها باستعداد بلاده لتفتح أبوابها أمام الاستثمارات الأمريكية
+وسنقرؤ قريبا:
عن الاحتفالات التي تقام في العاصمة طهران ابتهاجا بتوقيع الاتفاق النووي مع أمريكا
العاصمة طهران التي لم يتهدّم فيها حجر ستتلألؤ بالإضاءة المبهرة،
بينما تغرق في العتمة والجهل والفقر والتخلّف عواصم من عشقوها وخانوا بلادهم وشعوبهم
وسنردد معا:
ومن العشق ما قتل
معن حيدر
مقالات الرأي تعبر عن كُتابها وليس بالضرورة عن SWED 24