SWED24: خلص باحثون من جامعة أوميو السويدية أنه لا توجد علاقة سببية بين مستويات فيتامين D وخطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، ما ينسف واحدة من أكثر النظريات انتشاراً في الأوساط الطبية.
لطالما ساد الاعتقاد بأن انخفاض مستويات فيتامين D، خصوصاً خلال أشهر الشتاء المظلمة، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. إلا أن هذه الدراسة الحديثة التي شملت بيانات نحو 80 ألف شخص من ست دول أوروبية، تؤكد غياب أي دليل علمي يدعم هذه الفرضية.
وقال الدكتور فيكتور أوسكارسون، الباحث الرئيسي في الدراسة وأخصائي الطب الباطني في مستشفى بيتيو وعضو في قسم الصحة العامة والطب السريري بجامعة أوميو: “ازدياد معدلات الإصابة بأمراض القلب شتاءً لا يرتبط بنقص فيتامين D، بل يعود لأسباب أخرى مثل قلة النشاط البدني، وزيادة التعرض لتلوث الهواء، والعدوى التنفسية”.
تحليل موسمي شامل
شارك في الدراسة آلاف الأشخاص الذين خضعوا لفحوصات دورية لقياس مستويات فيتامين D في الدم، وتمت متابعة حالاتهم الصحية لسنوات. وقد تبين أن أعلى نسب الفيتامين سُجّلت في شهري أغسطس وسبتمبر، بينما كانت أدناها في مارس وأبريل.
ورغم هذا التفاوت الكبير في مستويات فيتامين D، لم تسجل الدراسة أي تأثير يُذكر على نسب الإصابة أو الوفاة بأمراض القلب. كما لاحظ الباحثون أن أعلى معدلات الوفيات حصلت بعد أشهر من انخفاض الفيتامين، في حين بدأت نسبة الوفيات بالانخفاض منذ مايو، أي بعد فترة قصيرة من أدنى مستويات الفيتامين.
استناداً إلى هذه المعطيات، خلص الباحثون إلى أنه لا يوجد دليل على وجود علاقة سببية بين فيتامين D وأمراض القلب. ويضيف الدكتور أوسكارسون: “هذا هو الاعتقاد الخاطئ الثاني الذي نثبت عدم صحته بخصوص فيتامين D. الأول كان الاعتقاد بأن سكان الشمال يعانون من نقص أكبر مقارنة بسكان الجنوب الأوروبي، وهو ما أثبتنا سابقاً أنه غير صحيح”.
ومع ذلك، يشدد الباحث على أن فيتامين D لا يزال ضرورياً للجسم، فهو يلعب دوراً أساسياً في بناء العظام والأسنان، ويتوفر طبيعياً في الأسماك الدهنية، كما يُضاف إلى معظم منتجات الألبان والمارغرين في السويد.
الضوء والشمس.. لا غنى عنهما
وفقاً لتوصيات هيئة الغذاء السويدية، فإن التعرض لأشعة الشمس خلال الصيف يعد المصدر الأساسي للحصول على الفيتامين. وتكفي مدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة من التعرض الجزئي لأشعة الشمس مرتين إلى ثلاث أسبوعياً في شهري يونيو ويوليو لتلبية الحاجة اليومية من الفيتامين.
تختلف الجرعة اليومية الموصى بها حسب الفئة العمرية ومدى التعرض للشمس، حيث تتراوح بين 10 إلى 20 ميكروغراماً يومياً.